|

العشاء الأخير 

الكاتب : الحدث 2022-04-08 12:16:52

 

‏لوحة العشاء الأخير ‏للفنان والمفكر ليوناردو دافينشي الرسام العبقري الذي تمكن من تمرير رسائله المشفرة عبر قرون ولم يستطع أحد إلى وقتنا الحالي إكتشافها أو الوصول إلى الغاية الحقيقية من وضع بعض الرموز في لوحاته الفنية بدقة منقطعة النظير في عالم الفن ليسطر أعظم لعز في عصر النهضة الأوربية ، فقد قضى سنوات شبابه في العلوم والمعرفة في مختلف المجالات فأصبح موسوعيًا برع في الرسم والهندسة وعلم النباتات والخرائط والرياضيات الذي صنع منه أعجوبة فنية ومعرفية عظيمة إلى وقتنا الحالي بالإضافة إلى كونه جيولوجيا ونحات ومعماري وكذلك درس علم التشريح والطب ليشبع غريزته المعرفية التي كانت في القرن الخامس عشر حيث أنها في أوجها ليبرز في ابتكار تقنيات خاصة به لم تكن موجودة في عصره وفي وقتنا الحالي لم يتوصل العلماء  إلى المواد المستخدمة في لوحاته التي ساعدت في بقاء لوحاته إلى زمننا هذا  ، انطلق هذا الفنان العظيم ببراعة في صغره بالكتابة بالمقلوب بدون أخطاء لتعطيه صفة التميز عن أقرانه في ذلك الزمن ، وقام  بتطوير مخطوطات ابن فرناس  في الطيران والتحليق وطور نموذجًا أوليًا للطائرات السمتية المعروفة اليوم بالطائرات المروحية العامودية .

إن مزج الفن مع علم الهندسة والرياضيات ساعد دافينشي إلى أن يسبق عصره نحو المستقبل في تحسين تصاميم مدافع المسلمين في العهد العثماني كأول مدفع في العالم حيث استنبط من المخطوطات ليطورها إلى أول مدرعة مدفعية متحركة بجميع الاتجاهات التي أعتمد عليها الضابط البريطاني ايرنست سيونتون  لتطوير الدبابة عام ١٩١٤ م واستخدامها في الحرب العالمية الأولى ، ولم يتوقف ليوناردو عند هذا الحد بل ابتكر بدلة الغطس وأنابيب التنفس تحت الماء وأوجد مبدأ القفز من المرتفعات والهبوط بإستخدام المظلات مقرونة بالدراسة الرياضية للأبعاد والطول وسرعة الرياح ، عندما أراد أن يصنع من فنه أعجوبة ويدرس في الجامعات بدأ في تثقيف نفسه والتعمق في العلوم والمعرفة وتطويرها ووضع بصمته الفنية لتكون أسطورة ليس لها مثيل بين أقرانه في عصره ووقتنا الحالي أيضا .هنا نتحدث عن الابتكار والإتقان والعلم .

لوحة العشاء الأخير هي أشهر أعماله وأكثرها غموضًا هذه اللوحة انجزت لصالح الدير الدومينيكان سانتا ماريا  ديليقراتسيا في ميلانو تعرض اللوحة وفق المعتقدات المسيحية مشهدًا دراميًا ذكر في الأناجيل الأربعة وهو قيام المسيح  بجمع الحواريين الاثنى عشر معلنًا خلال وجبته الأخيرة أن أحد الرسل سوف يخونه في إشارة إلى يهوذا وأظهر دافينشي حالة من الهلع والارباك على وجوه الأنصار بعدما تم الكشف عن وجود خائن على الطاولة فقد كانت اللوحة وكأنها تنطق بهذا الحدث  فعلى الرغم من عبقرية المشهد الذي صوره الفنان الا أن اللوحة التي ادهشت العالم ماهي الا العشرات من الألغاز والأسرار التي كشف جزء منها في عصرنا الحالي .

رغم أن اللوحة لها نسخ متعددة في عالمنا الحالي ويمكن لأي شخص أن يمتلك نسخة منها مع توفر التقنيات الحالية إلا أن اللغز الحقيقي يكمن في اللوحة الأصلية فقط لمحبي المعرفة والتعمق في شخصية هذا الفنان العبقري الغامض التي تحوم حوله أقاويل عديدة منها أنه ينتمي إلى المنظمات الخفية والإجرامية ، هذا ما كان يدار خلف الستار في لوحة فنية مشابهة لواقع مؤلم جدًا حين اجتمع ثلة ممن يهتمون بالإعلام المرئي انطلاقًا من الأفلام القصيرة والإعلانات الى غزو السينما في أفلام طويلة كان أحدهم ينظر إلى شخوص المجموعة عن كثب في محاولة منه لمعرفة إلى أين ستصل الأعمال بينهم مستقبلًا وإلى أين ستكون حدود أحلامهم في قراءة مستقبلية من إرث تراكمي سابق في التحليل والتوقع ، في حين أنه رسم تلك الخارطة بكل دقة مستندًا على ما أظهروه من نوايا في أذيال ألسنتهم وكأنه يقرأ ما سيحدث مستقبلًا، ناهيك عما سيحدث إن بقي الخائن بينهم في أمل منه أن يصطف الجميع للإعلان عن الخائن بينهم بينما ما حدث هو خداع الجميع واصطفافهم حول الخائن بدلًا من المسيح كما عبر الفنان في لوحته أن الجميع استنكر وجود الخائن بينهم ، هذا المخرج الصغير أوهمهم أنه مسيحهم واستقطب الكهول الرفاة في محاولة منه أن يحي الموتى ولكن هذه من معجزات المسيح عيسى ابن مريم فقط أما هو كان بمثابة الخائن يهوذا فما كان من المخرج إلا أن فاجأ الجميع في العشاء الأخير بإنقلابه على الجميع في خطوة إنتحارية أخرى هاجم الجمهور السعودي بأكمله بأنه لا يملك الذائقة ولا الدعم للأعمال السينمائية السعودية في إشارة إلى تحديد الكل لتسقيط الجمهور السعودي كمتذوق للفن ناهيك عن انقلابه على أنصاره ممن كانوا في صفه في بداية انطلاقته بتفضيله لمجموعة أخرى عليهم ونكرانه ما فعلوه لأجله ولكسب ثقته وإرضاء للشيطان ، لم يكتب لهم في العشاء الأخير رموزًا ولا طلاسم وألغاز بل كان واضح النوايا والغايات من البقاء معهم واستخدمهم كجسر يعبر منه لتحقيق أهدافه الشيطانية في أسلوب متعجرف وفض في رد الجميل والإعتراف بالخدمة المقدمة له طوال تلك الفترة في السكوت على الظلم والقهر وسلب الناس حقوقهم من أجل الوصول إلى المبتغى .

بضاعتكم ردت إليكم في ختام مشهد العشاء الأخير فقد سبقكم في نواياكم وجهز لنفسه أرضية صلبة ليضع أوتاده  الأخيرة لإقامة عرش إبليس في عالم مظلم وترك لهم حصاد السنتهم ورماد نواياهم مصداقًا لقوله تعالى : 

وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22)
صدق الله العظيم 

عارف البحراني